إنه مدرب من العيار الثقيل، يجيد قراءة المباريات بشكل أكثر من رائع، كما يجيد التعامل مع ظروف المباراة بالوجه الأمثل، ويعرف كيف ومتى يقلب المباراة و متى يهدي إيقاعها، مدرب يتملك خصائص ومميزات نادراً ما تجدها في مدرب الان. بطولات
مدرب من طينة الكبار “اليكس فيرجسون، فابيو كابيلو ، كارلو أنشيلوتي ، جوزيه مورينيو ” ، إنه الالماني بطل البوندزليجا و وصيف دوري الأبطال يورجن كلوب مدرب ليفربول الحالي.
في فترة قليلة مع الريدز خرج كلوب فائزاً من كل المباريات الكبرى التي لعبها ضد كبار القوم في البريميرليج ، فنجح في الفوز على تشيلسي و مانشستر سيتي في أقل من إسبوعين وبنتائج كبيرة وأداء خيالي، وقدم مباراة أكثر من رائعة بالآمس امام آرسنال متصدر الدوري، وكان قريب للغاية من تحقيق الفوز لولا الأخطاء الدفاعية القاتلة التي وقع بها فريقه لإصابة قلبي الدفاع الأساسيين، وخرج بتعادل قاتل في الدقائق الأخيرة لتكون نسبة نجاحه امام الكبار أكثر من 90% نسبة نجاح، حتى في فترته الذهبية مع بروسيا دورتموند تمكن من الوز على بايرن ميونيخ و ريال مدريد وبنتائج كبيرة أيضاً.
لذلك نوضح لكم في السطور القادمة لماذا كل هذا النجاح لكلوب في المباريات الكبرى بالتخصص، في الأسباب الآتية ؟
1- قدرة غير طبيعية على تحضير الفريق2- قراءة وإدارة المباراة ببراعة3- بث الروح والحماس في لاعبيه بشكل مذهل 1- قدرة غير طبيعية على تحضير الفريق
كلوب من المدربين القلائل الذي يمتلك قدرة غير طبيعية في تحضير الفريق للمباريات وخاصة المباريات من ذلك النوع، فيكون فريقاً جاهزاً بدنياً بشكل قوي للغاية، بالإضافة لإمتلاكه شخصية فنية قوية من المستوى العالمي، كلوب لديه فلسفة فنية متفردة يلقنها للاعبيه بشكل مكثف ومع الوقت يطبقوا أفكاره بشكل متقن، فيظهر الفريق كالمارد الذي يلتهم الجميع. قدرته في تكوين فريق قوي بدنياً و واعي فنياً تكتيكياً ولديه مرونه في تطبيق كل أفكاره وأساليبه داخل مباراة واحده، يجعل من الفريق منظماً ومتماسكاً للغاية ويجد الخصم صعوبة في إختراقه وإحراز الأهداف، عقلية كلوب الفنية والتكتيكية الفذه بالإضافه للطاقم البدني القوي معه، والذي ينظم الأحمال والقياسيات البدنية للاعبيه ويجعلهم في أعلى مستوى بدني، يخلق فريقاً قوياً متماسكاً مثقفاً فنياً وتكتيكياً يستطيع التغلب على أكبر الفرق، كلوب موهوباً و دارس لكل العلوم الفنية والبدنية وعلم النفس الرياضي، وحاصل على شهادات من المستوى الأول والعالمي، مع خبراته في مجال التدريب والكرة ساهم كل ذلك في إخراج مدرب من العيار الثقيل. 2- قراءة وإدارة المباراة ببراعة
من أهم مميزات كلوب قراءة المباراة جيداً قبل بدايتها وإختيار التشكيل المناسب لها، ودراسة الخصم جيداً واللعب على نقاط ضعفه والتعامل الجيد مع نقاط قوته، هذا هو نص نجاح كلوب خاصة في المباريات الكبرى، يتخيل المباراة ويضع أكثر من سيناريو لكل المواقف التي من الممكن أن يتعرض لها، وذلك ما أكده معظم اللاعبيون الذين لعبوا تحت قيادة كلوب، حيث أكدوا أنه كان يقول لهم قبل المباراة كيف ستسير وأفعلوا ذلك حتى نفوز، ويتحقق كلامه و رؤيته لأنه يذاكر ويدرس جيداً وبشكل كافٍ لكل الجوانب التي ستحدث، كلوب مجتهد كثيراً وهذا الإجتهاد هو ما يوصله للنجاح دائماً والتفوق على الكبار، بعد قراءه المباراة قبل بدايتها و وضع التشكيل الأمثل لها، تأتي الخطوة الثانية الأهم وهي كيفية إدارة اللقاء من خارج المستطيل الأخضر. هو واحد من قلة يعرفون كيف يدير المباريات وخاصة الكبيرة، لديه رؤية عظيمة للملعب ولثغرات المنافس وفريقه، ويقوم بحلها بالتدخل سواء بالتعليمات او بإجراء التغييرات، وأكبر دليل مباراة ريال مدريد الشهيرة بنصف النهائي دوري الأبطال والتي كان انتهى شوطها الأول بالتعادل بهدف لمثله، ثم جاء دورتموند مغايراً تماماً في الشوط الثاني وأحرز 3 أهداف كاملة وإنتهت المباراة بشكل غير متوقع، وبهزيمة كبيرة للريال برباعية بعد أن عرف كلوب بذكاء شديد نقطة ضغف الملكي يومها في قلب الدفاع ووسط الملعب، ولعب عليها في الشوط الثاني وتمكن ليفاموفسكي يومها من إحراز 4 أهداف كامله في نفس نقطة الضعف التي حددها كلوب لهم، إنه واحد من أفضل المدربين أصحاب الرؤية العالية في مباريات كرة القدم ولما لا أمام الكبار. 3- بث الروح والحماس في لاعبيه بشكل مذهل
ميزة آخرى لكلوب وهذه تظهر بشدة في المباريات الكبرى، الروح العالية والحماس الشديد للاعبي فريقه في المباريات الكبيرة بالتخصص، يشحن اللاعبين بقوة ويجعلهم في أعلى مستوى التركيز والحماس وبروح الأبطال كما يقولون، فينزل اللاعبون الملعب من أجل تقديم أقصى ما لديهم من أجل كلوب والفريق، لديه قدرة مذهلة على بث الروح القتالية داخل نفوس لاعبيه، وأن يلعبوا بحماس شديد قد يصل للتهور في الإلتحامات القوية أحياناً، كلوب يجعل لاعبيه في الملعب يأكلون العشب من أجل تحقيق الإنتصار وإسعاد الجماهير خاصة في المباريات الكبرى و أمام الفرق الكبيرة، لما لها هذه المباريات من أهتمام كبير وخاص من الجميع. فيتفق الإعداد الفني والبدني الجيد مع قراءة المباراة وإدارتها و وضع التشكيل الأمثل وإجراء التغييرات المناسبة، مع الروح الكبيرة والحماس الشديد للاعبي الفريق عند مشاركتهم في المباراة، فيظهر هنا المارد و تظهر هنا شخصية كلوب الفنية المذهلة، ويجد الفريق المنافس نفسه امام طوفان من الهجمات والكرات التي لا تصد ولا ترد ، ولا يستطيع حتى إيقافها فيستسلم للخسارة او يعافر للخروج بنقطة، وهذه هي عظمة كلوب وسر تفوقه الدائم على الكبار و على الصغار، كلوب مدرب من نوعية خاصة وفريده و مجرد وجودة على دكة بدلاء أي فريق، لابد أن تعرف أن النجاح والإنتصار هو حليفه ومنصات التتويج في النهاية هي مكانه الطبيعي.