يحتفل اليوم الأحد، عشاق النادى الأهلى فى كل أرجاء الوطن العربى بذكرى مرور 109 أعوام على تأسيس نادى القرن، حيث تواكب اليوم 24 أبريل ذكرى تأسيس النادى الأكثر تتويجا بالبطولات على مستوى العالم.
الأهلى حقق 130 بطولة كروية طيلة 109 سنوات آخرها بطولة كأس السوبر المحلى على حساب الزمالك 2015، ويتربع بطل مصر وأفريقيا على عرش زعامة أندية العالم برصيد 20 لقبا قاريا، متساوياً مع برشلونة الإسبانى بعد فوز البارسا بكأس العالم للأندية.
“بطولات” يرصد رحلة الأهلي منذ تأسيسه حتى مرور 109 عامًا عليه..
البداية.. الأهلي نادي الوطنية:
قصة الأهلي بدأت مع قصة كفاح ونضال شعب مصر في مطلع القرن العشرين وهو النضال الوطني الذي أشعله الزعيم مصطفى كامل في حماس المثقفين المصريين. وكان طلبة المدارس العليا وخريجوها هم صفوة المثقفين في مصر وأملها في التخلص من الاستعمار البريطاني.
وكان نادي طلبة المدارس العليا الذي أنشئ عام 1905 بمثابة شوكة في جسد الاحتلال البريطاني لأن الزعيم الكبير مصطفى كامل كان يستغل هذا النادي في إشعال حماس الطلبة ضد الاحتلال، فرأت السلطات البريطانية أن تقضي عليه فساعدت في إنشاء ناد رياضي يشغل الشباب ويحولهم إلى الرياضة بعيدًا عن السياسة.
– فكرة تأسيس النادي الأهلي عام 1907:
ولدت فكرة تأسيس النادي الأهلي في ذهن عمر لطفي بك، صديق الزعيم مصطفى كامل، الذي وجد من خلال رئاسته لنادي طلبة المدارس العليا الذي أنشئ في الثامن من شهر ديسمبر 1905 واختارته الجمعية العمومية لرئاسة النادي، وقد اعتبر أن تأسيس نادي طلبة المدارس العليا سياسيًا بالدرجة الأولى، ووجد أن هؤلاء الطلبة بحاجة إلى ناد رياضي يجمعهم لتمضية وقت الفراغ وممارسة الرياضة.
– اقتراح اسم النادي الأهلي:
أول من اقترح اسم النادي الأهلي للرياضة البدنية هو / أمين سامي باشاـ وكان ذلك في 25 فبراير 1908.
وسمي الأهلي بهذا الاسم لأنه نشأ لخدمة لطبة المدارس العليا والذين كانوا الدعامة الأساسية للثورة ضد الاحتلال الانجليزي ، ولذلك نشأ وطنيًا مصريًا للم شمل هؤلاء الطلبة، وسمي بالأهلي لما تحويه الكلمة من صفة الوطنية ومن ترجمة كلمة “National ” (ناشيونال)، أي القومي.
أسس الزعيم مصطفى كامل الحزب الوطني، وقرر الحاضرون للتأسيس تكوين شركة رأسمالها “خمسة آلاف جنيه مصري” على شكل ألف سهم وقيمة السهم الواحد خمسة جنيهات، ويعتبر النادي الأهلي أول ناد للمصريين في مصر.
وتأسس في أوائل القرن العشرين في وقت كانت مصر تحت وطأة الاحتلال البريطاني.
– أول رئيس للنادي الأهلي:
اختارت اللجنة الإدارية العليا لإدارة النادي، مستر متشل أنس الإنجليزي، كأول رئيس للنادي الأهلي وذلك للاستفادة من نفوذه لدى سلطات الاحتلال لتسهيل عملية الحصول على الأرض المناسبة لبناء النادي من قبل الحكومة، وأصبح هو أول رئيس للنادي الأهلي واستمر رئيسًا حتى يوم 2 أبريل 1908.
– أول اجتماع رسمي للجنة الإدارية العليا للأهلي:
عقد أول اجتماع في 24 أبريل 1907، واجتمعت اللجنة في الخامسة والنصف مساءً بمنزل مستر متشل أنس، بالجيزة، برئاسته وعضوية إدريس راغب بك وأصحاب السعادة إسماعيل سري باشا وأمين سامي باشا وعمر لطفي بك ومحمد أفندي شريف سكرتيرًا.
– الاجتماع الثاني للجنة الإدارية العليا للأهلي:
وطرح إسماعيل سري باشا الرسم الذي صممه للمبنى الرئيسي للنادي باعتباره مهندسًا معماريًا، وفي نفس الجلسة عرض عمر لطفي بك عقد الشركة.
– أرض النادي الأهلي:
في 19 يونيو 1907، تسلم الجيل الأول من أبناء النادي الأهلي الأرض وذلك من مصلحة أملاك الدولة ومساحتها أربعة أفدنة وثمانية قراريط وسبعة عشر سهمًا حصل عليها المؤسسون بإيجار رمزي قدره قرش صاغ واحد سنويًا ولمدة عشر سنوات.
وكانت هذه الأرض هي اللبنة الأولى التي رسمت عليها خريطة النادي الأهلي واختير عزيز عزت باشا رئيسًا للجنة الإدارية العليا للنادي ليكون الرئيس الثاني. وقد غادر مستر متشل أنس القاهرة بعد ذلك عائدًا لبلاده ليتسلم مهام منصبه الجديد كمستشارًا للسفارة البريطانية بواشنطن.
– حفل افتتاح النادي الأهلي:
أقيم حفل الافتتاح في 26 فبراير 1909، وكان الافتتاح الرسمي للنادي في المبنى الرئيسي للأهلي، وقد حضر الحفل مستر / متشل أنس أول رئيس للنادي رغم استقالته وسفره.
– تحديد عضوية النادي:
قرر الأهلي في جمعيته العمومية في 4 يناير 1924 قصر عضوية النادي على المصريين فقط.
وضع النادي تحت رعاية الملك فؤاد:
في 8 يناير 1929 أصبح النادي الأهلي تحت رعاية حضرة صاحب الجلالة الملك فؤاد في عهد جعفر والي باشا رئيس النادي.
– حكاية لون فانلة الأهلي:
كان الزي الرسمي لفرق كرة القدم بالأهلي هو الفانلة الحمراء والشورت الأبيض، وترجع قصة هذا اللون إلى سنة 1911 وكانت الفانلة مخططة طوليًا باللون الأحمر والأبيض ثم طورت الفانلات نصفها أحمر ونصفها أبيض طوليًا، وأخيرًا استقر على اللون الأحمر لأنه لون العلم المصري وقد كان هو العلم العثماني في فترة حكم الخديوي عباس حلمي الثاني في ذلك الوقت واللون الأبيض هو لون الهلال والنجوم.
– شعار الأهلي قديماً:
صمم شعار النادي الأهلي في 3 نوفمبر 1917 وكان من تصميم محمد شريف صبري بك عضو النادي وخال الملك فاروق.
– إذاعة مباريات الكرة :
بدأت الإذاعة المصرية في نقل مباريات كرة القدم على الهواء مباشرة عام 1934، وكان الأهلي يتقاضى 75 جنيهًا نظير نقل المباراة.
– كابتن الأهلي
منح لقب “كابتن النادي” لأول مرة إلى حضرة الأستاذ محمود مختار “التتش” نظرًا للخدمات الجليلة التي قدمها للنادي بصفة خاصة وللرياضة بصفة عامة على أن يكون من اختصاصه رفع تقارير نصف شهرية بملحوظاته عن الألعاب المختلفة بالنادي وما يراه من اقتراحات بشأنها. وذلك بجلسة اللجنة العليا في 17 أكتوبر 1940.
– سيدة الغناء العربي تُحي حفلات الأهلي:
كانت أم كلثوم نجمة حفلات الأهلي في الأربعينات والخمسينات، وكانت هي سيدة الغناء العربي، ورغم أن النادي الأهلي كان يستفيد بالدخل للأنفاق على بعض أوجه نشاطه فإنه كان أحيانًا يساهم بهذا الدخل في مشروعات خيرية مثل مشروع يوم المستشفيات عام 1943، حيث تبرع بدخل حفل أم كلثوم بعد استقطاع المصروفات وكانت مائتي جنيه حيث كان دخل حفلات أم كلثوم يتجاوز الألف جنيه في الخمسينات ونظرًا لمكانة النادي الأهلي ومكانة أم كلثوم كان الملك فاروق يحضر حفلات النادي.
أقام الأهلي حفل عيد الفطر المبارك عام 1946 وكانت أم كلثوم هي نجمة الحفل وحضرها الملك فاروق وأنعم عليها بوسام الكمال عند حضوره للحفلة. وكان الكاتب الكبير مصطفى أمين عضو مجلس الإدارة قد أقنع الملك فاروق بالحضور للحفلة.
– جمال عبد الناصر رئيسًا شرفيًا للأهلي:
أعلن الرئيس جمال عبد الناصر قبوله الرئاسة الشرفية للنادي الأهلي في 17 يناير سنة 1956 تقديرًا للدور الوطني الذي لعبه الأهلي في مساندة الثورة وتدريب الفدائيين.
قام جمال عبد الناصر في شهر أكتوبر 1960 بزيارة النادي الأهلي، وصحب معه ملك أفغانستان لمشاهدة مباراة دولية في الهوكي أقيمت على ملعب النادي وكان وقتها الاقتصادي الكبير أحمد عبود باشا رئيسًا للأهلي.
– المشاركة في البطولات الأفريقية:
أول مشاركة للأهلي في البطولات الأفريقية كانت بعد موافقة مجلس الإدارة وكانت بدايتها في مسابقة بطولة أفريقيا لأبطال الدوري عام 1976.
– قناة الأهلي الفضائية:
تعتبر أول قناة خاصة بنادي رياضي في مصر وصدرت بالتعاون مع شبكة راديو وتلفزيون العرب صيف 2008، وبدأت القناة بثها التجريبى الأول بأذاعة مباراة ودية بين الأهلى وروما يوم 6 أغسطس 2008.
– الأهلي فوق الجميع:
“الأهلي فوق الجميع”.. عبارة يرددها ملايين من جماهير القلعة الحمراء، مؤمنين بحقيقتها وجديتها كإيمانهم بصاحب تلك المقولة، أباهم الروحي صالح سليم.
بتلك المقولة عاش صالح سليم حياته في النادي الأهلي، وبها أدار النادي لسنوات جعلت منه “نادي القرن”، وتبنى القاعدة دون استثناء لشخص أو مؤسسة مهما عظم قيمتها وقدرها.
ولعل أكبر شاهد على ذلك، ما حدث بين “صالح” والرئيس الأسبق، محمد حسني مبارك، عام 2002، بعد حادث قطر الصعيد، حين اتفق مبارك مع إبراهيم نافع، رئيس مجلس إدارة الأهرام في ذلك الوقت، على إقامة مباراة بين الأهلي والزمالك لصالح ضحايا الحادث.
ويحكي الكاتب الصحفي، ياسر أيوب، أحد المقربين من “صالح”، أن سبب رفض “سليم” لإقامة المبارة هو عدم إبلاغه وأخذ رأيه، وتم الإعلان عن المباراة ونشر الخبر في جريدة الأهرام ووقتها عرف “صالح” الخبر فرفض إقامة المباراة.
ويقول “أيوب”،: “مؤسسة الأهرام كلفتني بإبلاغ كابتن صالح بعض التهديدات إذا لم يوافق على إقامة المباراة، لكنه أصر على عدم لعب المباراة، وقال أبلغهم ردي،: (لو حسني مبارك مصمم يلعب هذه المباراة يكلف 11 موظفًا من رئاسة الجمهورية للعب أمام الزمالك، ولو أصر إبراهيم نافع على إقامتها فليأتي بـ 11 صحفيًا من الأهرام للعب أمام الزمالك، طول ما صالح سليم عايش الأهلي مش هيلعب هذه المباراة”.