يبدو أن شعار جمع “الفكة” لحل الأزمات الاقتصادية له مفهومه الخاص جدًا مع المصريين، فعلى الرغم من قلة هذه الأموال والتي تبدو فى ظاهرها غير كافية لفعل شيء أو سداد حاجة مهمة للفرد إلا أنها تعني الكثير في حل الأزمات.
بالأمس، طالب الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، تفعيل جمع “الفكة” لصالح صندوق تحيا مصر، للمساهمة في حل المشكلات الاقتصادية التي تمر بها البلاد، بالإضافة إلى المساهمة في إنشاء عدد من المشاريع الهامة.
ولعلنا اليوم، حين نتحدث عن كرة القدم، نجد أن مفهوم “الفكة” ليس بجديد على الساحرة المُستديرة خاصة في مصر، فليس عجيبًا أن نسمع هذا المصطلح الذي طبقته الجماهير في الكثير من الظروف لحل مشاكل أنديتهم ونجومهم للنجاة من السقوط في فخ الأزمة المالية.
“بطولات” يرصد قصة “الفكة” عند المصريين في ملاعب كرة القدم..
– الزمالك يدشن حملة “ناديك يناديك”:
في عام 2010، وبالتحديد في عهد ولاية جلال إبراهيم، لمجلس إدارة نادي الزمالك، دشن المجلس حملة تحت مسمى “ناديك يناديك”، وذلك من أجل تبرع جماهير الزمالك لناديها من أجل إنقاذه من الإفلاس والمساهمة في سداد مستحقات اللاعبين.
انقسم الشارع الرياضي حول الحملة ما بين مؤيدين للفكرة ومشجعين لها، وتزعم هؤلاء الإعلامي مدحت شلبي، الذي استشهد بالمثل الدارج “النبي وصى على سابع جار”، لحث الجماهير على تقديم الدعم لأحد أكبر وأعرق الأندية المصرية.
فيما وجدتها جماهير الأهلي فرصة قوية للسخرية من أبناء ميت عقبة رافعين شعار “ناديك يناديك.. سلفني شكرًا”، ووقف العديد من الإعلاميين في وجه هذه الحملة، معتبريها إهانة و”فضيحة” في حق كيان القلعة البيضاء، وكان أبرز هؤلاء محمد شبانة، رئيس رابطة النقاد الرياضيين.
– “#معاك_يا_عميد” لجمع 10 آلاف حنيه “فكة”:
في شهر يوليو الماضي، عُرف العميد، حسام حسن، المدير الفني للنادي المصري البورسعيدي، كأشهر بطل تم عمل حملة لجمع الفكّة لهُ، لدفع الغرامة التى عاقبته بها لجنة المسابقات، والتي وصلت قيمتها إلى 10 آلاف جنيه، ودشنّ أحد الجماهير هاشتاج على مواقع التواصل الاجتماعي، تحت شعار “#معاك_يا_عميد”.
وبالفعل تفاعل الشارع البورسعيدي مع هذه الحملة، وبدءوا في جمع التبرعات بالجنيهات المعدنية، خلال تمرين فريق النادي المصري، بملعب سيد متولي كاستجابة سريعة من جماهير وعشاق النادي المصري لسداد غرامة لجنة المسابقات.
ومن جانبه وجه حسام حسن، الشكر للجماهير في بيانًا رسميًا نشر على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”.
– الإنجليز يسيروا على نهج “الزمالك”:
في عام 2010 وهو العام الذي شهد ظهور حملة التبرعات للزمالك، أثبتت الأزمة الاقتصادية والمادية الطاحنة التي مر بها فريق بليميث أرجايل الإنجليزي، والذي كان يقبع في المركز الخامس عشر بجدول مسابقة دوري الدرجة الثانية حينها، صدق ولاء وحب جماهيره له.
فقد أفاد موقع هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” أن الأزمة الاقتصادية التي يمر بها الفريق أدت إلى قيام جماهيره بجمع التبرعات من أجل لاعبيهم.
وصرح مؤسس هذه الفكرة لان نيويل قائلاً: “في أقل من 12 ساعة قمنا بجمع أكثر 1000 إسترليني، وهذا أمر رائع من قبل هذه الجماهير العظيمة التي تساعدنا ومن خلالها نستطيع فعل أي شيء.”
تلك الأزمة المالية كانت قد أدت إلى تأخر دفع مستحقات اللاعبين والموظفين داخل النادي إلى ما بعد احتفالات رأس السنة، مما دفعهم إلى الغضب.
وقام نيويل بنشر هذه الفكرة على الموقع الجماهيري للفريق، وأضاف: “يجب على مسئولي النادي أن يدفنوا وجوههم في الرمال بسبب وصول الأمر إلى هذا وعدم دفع الأموال لموظفيهم ولاعبيهم.”
ومن جانبه، صرح المتحدث الرسمي للنادي :”كل العاملين في النادي متأثرين بما تفعله الجماهير تجاهنا وسنعمل دائمًا على إسعادهم.”